

ستراتفور , ترجمة فريق العمل
في خطوة جريئة من أنقرة تشير إلى استعدادها لتحدي روسيا ودعم الثوار السوريين في العلن أنزلت تركيا طائرة ركاب سورية قادمة من موسكو باتجاه دمشق مساء الأربعاء، وأكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لاحقاً أن الطائرة انتهكت قواعد الطيران المدني حيث إنها كانت تحمل معدات عسكرية موجهة للنظام السوري، بما في ذلك أجزاء صواريخ ومعدات اتصال. وقد بدأت تركيا مؤخراً باعتماد موقف أكثر عدوانية تجاه سوريا وداعميها رداً على الاستفزازات السورية لها على الحدود بين البلدين
ويعد ضرب خطوط الامداد التكتيك الرئيسي في مبدأ حرب العصابات الذي يعتمده الثوار السوريون خلال صراعهم غير المتكافئ من قوات النظام، حيث تعد خطوط الإمداد نقاط ضعف رئيسية لجيش الأسد،لأنها غالبا ما تمتد لعدة كيلومترات من دون حماية كافية، وذلك لانتشار قوات النظام في اماكن الاشتباكات والقتال على امتداد المناطق السورية
وتواجه إيران وروسيا اللتان توفران الدعم العسكري الأكبر للنظام السوري صعوبة نسبية في تقديم الدعم مباشرة نظراً لعدم وجود حدود مشتركة لهما مع سوريا، ولذا يتم اللجوء عادة إلى شحن إمداداتهما بحراً أو جواً، غير أن سهولة رصد السفن الروسية المحملة بالمعدات العسكرية المتجهة إلى سوريا واجتذاب اهتمام عدد كبير من وسائل الاعلام المضاد، تجعل خيار الشحن الجوي هو الخيار الأنسب، فرغم أنها تعد الأكثر تكلفة إلا أن اكتشافها ليس بتلك السهولة، ولا سيما حين يتم على متن طائرات مدنية، إضافة إلى أن الشحن الجوي يقي الإمدادات من خطر الاعتراض البري لها من قبل الثوار. ولكن هذه الطريقة لم تعد الآن مضمونة، بعد ما حدث من إنزال للطائرة في تركيا
وبينما تقوم تركيا بإظهار قدراتها الاستخباراتية القوية، وكشف الدعم الروسي العسكري للأسد من خلال رحلات الطيران المدني، تحاول موسكو خلافاً لمواقفها الماضية أن تبدي سرية أكبر في دعمها للأسد، حيث إنها ورغم محافظتها على اتصالاتها مع نظام الأسد لتعزيز موقفها التفاوضي، إلا أنها أصبحت تبدي ارتياباً من رهانها على بقائه أمام السيناريو المرجح لسقوط نظامه، ولا سيما بعد بروز قوة الثوار وسيطرتهم على مناطق واسعة من البلاد.
لكن ورغم أن تكرار حوادث مشابهة لأمر هذه الطائرة قد يؤدي إلى توتر العلاقات التركية مع موسكو وطهران مستقبلاً، إلا أن تركيا ما تزال بحاجة لكلا البلدين لتجنب حدوث فراغ في السلطة في سوريا إذا ما سقط نظام الأسد
ستراتفور : مركز دراسات إستراتيجي وأمني أميركي، يعد أحد أهمّ المؤسسات الخاصة التي تعنى بقطاع الاستخبارات، يعلن على الملأ طبيعة عمله التجسسي، ويجسّد أحد أبرز وجوه خصخصة القطاعات الأميركية الحكومية