


——————————————-
في صباح يوم 23 آب/أغسطس دخلت الطائرات السورية المجال الجوي العراقي خلال هجومها على بلدة الغجر السورية الواقعة شرق البوكمال ، والتي استطاع الثوار في سوريا السيطرة عليها
تبعد البلدة أقل من ثمانية كيلومترات (خمسة أميال) عن الحدود العراقية
ليس من الواضح بالضبط الأهداف التي قصفتها الطائرات ، ولكن إذا ما استهدفوا الحدود التي يسيطر عليها الثوار قرب البلدة ، فإنه سيكون من المستحيل تقريبا إجراء مثل هذا الهجوم دون الشرود في المجال الجوي العراقي
تبعد البلدات الحدودية مثل البوكمال مئات الكيلومترات عن تجمع معظم القوات العسكرية السورية التي تقع في الغرب. ومع ذلك خاضت القوات البرية السورية حالياً في مدينة البوكمال اشتباكات عنيفة مع الثوار، والهجوم الجوي كان على الأرجح محاولة لدعم قوات النظام البرية
ان ارسال تعزيزات برية إلى البوكمال ستكون مكلفة للنظام ، وستستغرق وقتاً طويلاً للغاية وهي محفوفة بالمخاطر حيث يمكن للثوار اكتشاف الآليات العسكرية التي تتحرك عبر الصحراء بسهولة ، وهذا يعني افتقار الهجوم لعنصر المفاجأة
ورغم إمكانية وجود تواطؤ عراقي تجاه هذا الهجوم، إلا أن احتمال سماح العراق للقوات البرية بالتوغل داخل أراضيها للهجوم من الجنوب الشرقي سيكون منخفضاً
وسيكون الهجوم الجوي أكثر فاعلية في هذا النوع من العمليات , ومن الممكن أن يكون هذا التوغل قد حصل بالفعل بالتواطؤ مع مسؤوولين عراقيين
غالباً ستدعم الحكومة الشيعية في بغداد الهجمات السورية على اهداف للثوار, حيث لا ترغب بغداد برؤية امتداد وتوسع الحراك الثوري (ذو الاغلبية السنّية) على الحدود العراقية
علاوة على ذلك ، فإن الحكومة العراقية بالإضافة إلى إيران ، لا تزالا تدعمان نظام الاسد . لذلك ليس من الضروري أن يكون المسؤولون عن هذه الهجمات قد قاموا باستغلال عدم وجود دفاعات جوية عراقية بل من الممكن أنهم نسقوا هذه الهجمات مع بغداد
ستراتفور , صفحة ويكيلكس سوريا